تطور الرؤية لدى الرضع: لماذا لا يستطيعون رؤية الألوان مثل الأحمر؟
في الأشهر الأولى من حياة الطفل، يواجه الرضع صعوبة في رؤية الألوان كما يفعل البالغون، خاصة الألوان ذات الترددات العالية مثل الأحمر. ويرجع ذلك إلى أن النظام البصري للطفل لم يتطور بعد بشكل كامل. تبدأ القدرة على رؤية الألوان وتحليلها بشكل واضح مع مرور الوقت، ولكن في البداية، يكون تركيز الرضيع على تمييز التباين بين الألوان أكثر من القدرة على رؤية الألوان نفسها.
نضوج العين والقدرة على تمييز الألوان
عند ولادة الطفل، تكون العينان غير مكتملتين في تطورهما. تحتوي العين على خلايا حساسة للضوء تُسمى “المخاريط”، وهي المسؤولة عن التمييز بين الألوان. لكن هذه الخلايا لا تكون قد نضجت بشكل كامل بعد الولادة، مما يجعل رؤية الألوان أمرًا صعبًا في الأشهر الأولى. نتيجة لذلك، يكون الطفل الرضيع قادرًا على رؤية تباين الألوان بين الأبيض والأسود بسهولة أكبر من رؤية الألوان الحمراء أو الزرقاء.
تركيز الرضيع على التباين العالي
في المراحل المبكرة من حياته، يركز الرضيع على تمييز التباين بين الألوان أكثر من القدرة على رؤية الألوان نفسها. لهذا السبب، تفضل العيون الرضيعة التباين العالي بين الأسود والأبيض، لأن هذه الألوان تكون أكثر وضوحًا للطفل وتساعده في تحسين قدراته البصرية.
الحساسية للألوان ذات الترددات المنخفضة
يُلاحظ أيضًا أن الرضع في الأشهر الأولى من حياتهم يكونون أكثر حساسية للألوان ذات الترددات المنخفضة، مثل الأبيض والأسود والرمادي، مقارنة بالألوان التي تتطلب تمييزًا أكبر مثل الأحمر والأخضر. يُعتبر ذلك جزءًا من عملية تطور البصر لدى الطفل، حيث يبدأ الطفل في تحسين قدراته على رؤية الألوان مع مرور الوقت.
التطور التدريجي للبصر
مع تقدم الطفل في العمر، يبدأ نظامه البصري في النضوج بشكل تدريجي، ويصبح قادرًا على تمييز الألوان بشكل أوضح. بحلول الشهر الثالث أو الرابع من العمر، يبدأ الطفل في التمييز بين بعض الألوان، بما في ذلك الأحمر. ومع ذلك، قد لا تكون هذه الألوان مرئية بوضوح كما يراها البالغون، لكنها تتطور بشكل تدريجي مع مرور الوقت.
في الختام، من المهم فهم أن رؤية الألوان عند الرضع تتطور مع مرور الوقت، حيث يبدأ الطفل في تمييز الألوان تدريجيًا، ويُفضل التركيز على التباين في الأشهر الأولى.
Tag:أنشطة, أنشطة الطفل, أنشطة تعليمية